jeudi 25 avril 2013

قبائل وعروش ناحية بونة الجزائرية (عنابة الطارف قالمة سكيكدة وجيجل)




نود قبل مباشرة هذا البحث حول اصول اعراش وقبائل ناحية بونة ان نشير الى المؤرخ الفرنسي كاريت الذي يعتبر من اهم المستشرقين ومؤرخي القرن العشرين المتخصصين في تاريخ شعوب افريقيا الشمالية لاسيما ما كان يعرف سابقا بالمستعمرات الفرنسية باعتباره كان عضوا في اللجنة العلمية الفرنسية التي اوكل اليها اعداد تقارير ودراسات علمية موثقة ومفصلة حول تاريخ وعادات وتقاليد هذه الشعوب والمتصفح لهذه التقارير او المؤلفات يجد انها سلاح ذو حدين اذ انها كانت تعتبر تقارير استخباراتية عسكرية ذات طابع تاريخي ، اجتماعي،ثقافي،سياسي، واقتصادي تهدف الى توفير المعلومات والبيانات اللازمة حول تاريخ وجغرافية هذه البلدان وكذا،طبائع ،عادات وتقاليد سكانها المحليين وقد كانت هذه الدراسات والتقارير الاستخباراتية يتم اعدادها بطلب من القادة السياسيين او العسكريين و دوائر السلطة وصناع القرار ويستفاد منها في وضع المناهج والخطط الاستعمارية المناسبة للسيطرة على شعوب وثروات هذه البلدان .


لكن من جهة اخرى فان الجانب الايجابي لهذه الدراسات والمؤلفات انها ذات طابع علمي اكاديمي وتوثق لتاريخ وعادات هذه الشعوب بصفة دقيقة حيث اننا نجد كاريت مثلا يعتمد في كتابه ابحاث

حول اصول اهم القبائل الجزائرية (دراسة استقصائية  ميدانية تمت بين 1840-1841-1842

حيث يعتمد كاريت في هذا الكتاب الفريد من نوعه على عدة مصادر تاريخية موثوق بها كتاريخ ابن خلدون وجغرافية الادريسي وكتاب البكري وغيرها من الكتب العربية التاريخية القديمة التي يعول عليها كثيرا في الدوائر الاكاديمية لكتابة تاريخ المنطقة وشعوبها

وسنحاول لاحقا تحقيق الجزء الذي خصصه كاريت في كتابه لاعراش وقبائل ناحية بونة (ناحية بونة إبان استعمار الفرنسى كانت تشمل كل من الطارف وعنابة وبعض من اراضى قالمة وسكيكدة وصولا للجيجل غربا يعني الناحية شرقية للجزائر بالمحاذات مع حدود تونسية ) وسنحاول التركيز على عنابة بالتحديد بين سنة 1840-1841-1842 ومقارنة ذلك بالوضع الحالي لهذه القبائل وانتشارها الجغرافي في سفوح جبل الايدوغ وسهول بونه مع ذكر قدر مستطاع قبائل الاخرى في ولايات مجاورة لها

وقد إعتمدنا أيضا على موسوعة "" تاريخ الجزائر في القديم والحديث"" لمؤلفها العلامة الشيخ مبارك الميلي –رحمه الله- أحد رموز حركة الإصلاح الجزائرية وأمين مال "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"الذي تعتبر أشمل موسوعة ( في ثلاث مجلدات) تحدثت بإطناب عن تاريخ الجزائر بصفة عامة وبتأصيل القبائل الجزائرية القديمة منها والحديثة وتفرعاتها الحالية وأماكن تواجدها وانتشارها
جدول يبين تحقيق اصول قبائل واعراش ناحية بونه (عنابة)


بحث في أصول سكان ولاية عنابة :


بادئ ذي البدء لا يضرنا أن نلقى لمحة عن تاريخ مدينة عنابة تلك المدينة العريقة الضاربة في التاريخ فقد شهدت احداث عظام ولعبت دورا هاما فيها ، يرجع تأسيس عنابة على يد  "" الفينيقيون ""وهم من اصل سامي اي -عربي قديم
- قدموا من السواحل الجزيرة عربية (الشام الغربي وفلسطين اليوم ) وذلك حوالي القرن ال12 ق.م، وعرفت باسم ""هيبون"" و استوطن الفينقيون القادمون من المشرق العربي  المنطقة السهلية جنوب المدينة لخصوبة تربتها...، وقد أعطت المدينة اسمها للخليج الذي كانت تقع عليه حيث عُرف باسم هيبونينسيس رجبان وفي فترة لاحقة أسماها الرومان بعدما استولوا عليها باسم ""هيبو ريجيوس.""

عرف عن هيبو(عنابة) أنها كانت حليفا قويا ل"قرطاج " (بحكم قرابة الدماء مع أبناء عمومتهم الفينقيون-)  واتصلت بها أيضا  بسهولة لقربها الجغرافي منها(بقرطاج، وبذلك أصبحت من المدن البونيقية المهمة للغاية. وفي أثناء الحرب البونيقية الأولى (264 -241 ق.م) قام الملك غايا ملك قبيلة الماسيلي النوميدية باحتلال المدينة ولكن القرطاجيين استعادوها لاحقا مجددا من نومديين ماسليين . وبعد أفول نجم القرطاجيين ونميديون دخلها الرومان وذلك بعد  الحروب البونيقية (264-146ق.م)،ومنحوها نوعا من استقلال ذاتي  ولذلك السبب أطلق الرومان عليها لقب "ريجيوس" والذي يعني "الملكي".

وباستلاء الرومان عليها ، شهدت "" هيبو الفينقية (عنابة)"" دخول المسيحية اليها و اليوم نعرف أسماء سبعة قديسيين مسيحيين من  هيبو ريجوس القديمة (هيبو الفينقية ) ومنهم ثيوجينس وفيدينتيوس الذين ماتا شهيدين حسب النصوص الكنسية، والقديس ليونتيوس فاليريوس، بالإضافة إلى القديس اوغسطين نفسه الذي عرفت هيبو ريجوس في عهده وجود ثلاثة أديرة مسيحية في الأبرشية (الأسقفية) داخل الدير الأسقفي، كما عقدت في المدينة آيام أوغسطين ثلاث مجامع مسيحية في الأعوام 393م، 395م و 426 م.

للعلم أنه في القرن 2م استقدم الرومان مئات الجنود السوريين كحاميات عسكرية ( من سوريا بحكم ان سوريا كانت تابعة للحكم الروماني في تلك الفترة ) و هؤلاء استوطنوا بعد تقاعدهم ومنحت لهم اراض خصبة في سهل سيبوس.. وفي عام 431م. تعرضت مدينة هيبو ( عنابة حاليا) لغزو الوندال وبعد الوندال استولى عليها البزنطنيون وذلك في سنة 533م زمن الإمبراطور جوستنيان، إلى أن جاء الفتح الإسلامي عام 697م. فدخلتها الجيوش العربية وقد سماها العرب باسمها الحالي  "عنابة" نسبة لأشجار العناب التي تمتاز بها سهولها ، صارت المدينة مركزا هاما لهجرات عرب الفتح .فاستقرت بها بطون بني تميم ( التي أسست فيما بعد دولة الأغالبة ) ويذكر ان "مسجد سيدي بو مروان الذي يعتبر من أقدم المساجد في المغرب العربي هو من الطراز أندلسي ويعود للقرن ال 11م بُني  بأعمدة من الآثار الرومانية تعود لهيبو ريجيوس و سمي بهذا الاسم نسبة لمؤسسه عبد الملك بن مروان بن علي الأزدري الأندلسى المولود بإشبيلية، والذي قام بإنجاز أول جامعة دينية بالمسجد قدمت فيها العلوم العسكرية والدينية.

ثم جائت الهجرة العربية الثانية اليها في عهد الحكم الاغلبي (الأغالبة سلالة عربية تعود لقبيلة بني تميم كانت تنتشر بكثرة في السهل العنابى والشمال التونسى وإليها ينسب كثير من علماء عنابة مثل عائلة "" التميمي البوني "" المشهورة في تاريخ بكثرة فقهائها وعلمائها ) وفي هذا الحكم  استقرت كثير من الاسر العربية المهاجرة من المشرق في الريف العنابي ...بعد حصولهم على اقطاعات ومزايا من الحكام الجُدد....

وبحلول القرن العاشر شهدت المنطقة هجرة عربية ثالثة كبيرة من خلال التمركز الكثيف لقبائل بني هلال العربية واحلافها في المغرب الادنى وهي القبائل التي يعود إليها أغلب سكانها اليوم نذكر منها اليوم : قبيلة الخوالد والتريعات في برحال و اولاد عطية في السفوح الجنوبية لجبال ايدوغ ...وقبيلة الشدادية  حول مدينة عنابة والشرفاء في بلدية الشرفة واولاد يعقوب في منطقة الحجار وقبيلة الكعوب والدواودة وأولاد دريد في مناطق متفرقة وقبيلة بني محمد في المرسى وشطايبي....

اما الاندلسيين الذين فروا اليها بعد سقوط الاندلس فانتشروا اساسا في جبال ايدوغ حيث مارسوا تخصصهم في الزراعة الجبلية ....

وهناك نسبة معتبرة للعروش بربرية الذين أجلاهم العرب الهلاليون عن عنابة فانتقلوا الى منطقة الغربية(غرب جبال ايدوغ بالتحديد ..) واغلبهم يتواجدون في  الجهات الغربية بالقرب من منطقة جيجل ...ومن هذه العروش بربرية  التي ما زالت موجودة ويشاوة+زاوة+ولهاصة+بني ورجين+اداسة

كما يوجد في عنابة العنصر الروماني ...و الاتراك و احفاد العبيد الصقالبة الاوروبيين في العصور الوسطى...و من الدماءالزنجية....والموالي الدين قدموا مع الجيش العربي الى الجزائر من سريان وفرس وارمن و اشوريين ....و الجيش البيزنطي كان مكون من الارمن والابخاز والجورجيين و اليونانيينو الالبان.....الخ ...


ونلاحظ ان 90 % من العنانبة يتميزون بما يلي ...الرجل / اسمر البشرة (سمرة خفيفة مائلة للحمرة فلا هو أسمر ولا هو أبيض ) +اسود الشعر+بني العينين+ متوسط الطول +انفه مستقيم + الوجه له ملامح حادة...النساء يتميزون بنفس ملامح الرجال مع بياض في البشرة أو سمرة خفيفة والشعر الطويل الخفيف قليلا والاملس ويكون اسود او بني مُسوَد و يكون جسمها رشيق ادا كانت نحيفة ....وهده ملاح عربية خالصة ...وعموما العنانبة يشبهون كثيرا الاردنيين والعراقيين و السوريين واليمنيين في ملامحهم....




وهذا جدول لخصنا فيه أهم القبائل أو عروش موجودة في ناحية بونة (عنابة) في هذا الوقت

---------
القبيلة --------- النسب  ---------- الأصل ------- موقعها الجغرافي ---------
..,’..../. >
خرازة --- عرب ----- من قبيلة كرفة هلالية ---- حوالي 10كلم غرب عنابة
دريد ---- عرب ----- من قبيلة بني هلال -----سكان الحجار وما جاورها
اولاد نفودة --- عرب ---- من قبيلة بني هلال
النوايل ---عرب --- من قبيلة أولاد نايل ----هذه الفرقة قد قدمت منذ مدة من ناحية اولاد نايل(المسيلة والحضنة
العواودة --- عرب ---- من قبيلة بني هلال
أولاد ماونة --- عرب --- من قبيلة دريد الهلالية
أولاد معمر --- عرب --- من بني هلال
الموالفة --- عرب --- من بني هلال -- تشكلت في سنة 1770 من قبيلة كرفة الهلالية
سيدي عيسى --- عرب -- من شرفاء

 
الصادة ---- عرب ----- تقع ببلدية المرسى  يذكر كاريت ان هذه الفرقة نزحت من نواحي القل منذ قرون
 
الجنادلة(أولاد جندل)--- عرب --- من بني هلال --- سكان عزابة وضواحيها ومن عروش هذه القبيلة الحرازلة
الحرازلة--- تكون هذا العرش منذ حوالي ثلاثة قرون وينتسب الى جنادلة الغرب وهو بطن من بني هلال
 
بني مروان ----عرب ---من قبيلة دريد --- تنتسب هذه الفرقة الى قبيلة دريد احدى بطون بني هلال التي قدمت من نواحي تونس
 
السبتية واولاد سبيتة --- عرب --- هذه الفرقة جزء من قبيلة النهد السلمية--- سكان القالة وضواحيها
 
اولاد دياب--- عرب ---  هلاليون --- سكان الطارف ونواحيها

الشعابنة---- عرب ---- بني هلال --- هذه الفرقة احدى بطون بني هلال ويذكر كريت انها قدمت من نواحي تونس حوالي سنة1816 هروبا من وباء الطاعون الذي فتك بمعظم افراد القبيلة التي كانوا ينتمون اليها


 بني عامر ---عرب --- من بني هلال --- هذه القبيلة الشهيرة هي احدى قبائل بني هلال العربية وينتمي إليها القطب سيدي ابراهيم بن تومي دفين بونه والذي اقيم على قبره مسجد سيدي ابراهيم الشهير وهو موجود لحد الآن عند المدخل الغربي لمدينة عنابة

مرداس--- عرب --- من بني هلال --- سكان الطارف ونواحيها


الشرفة ---- عرب ---- حوالي 35كلم جنوب عنابة بالقرب من جبال بني صالح ---- يذكر كريت ان هذا العرش قدم من ناحية الساقية الحمراء بالصحراء الغربية ولم يذكر انتساب هذا العرش الى آل بيت رسول الله (ص) اما ابناء هذا العرش فانهم يقولون انهم شرفاء يعود اصلهم الى ذرية علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص وهناك من يقول انهم ينسبون الى وادي شارف الذي يقيمون بجواره منذ زمن بعيد)



 
العلمة --- عرب --- بالقرب من الشرفة

 
العلمة –الخراشة---- عرب وبربر ---- هذه الفرقة هي مزيج من عرب بني هلال وبربر صنهاجة


هذه الفرقة هي احدى بطون بني هلال وإخوانهم طلحة –أولاد دندان طلحة –اولاد غمام---- عرب ----

الخوالد---- عرب --- منطقة الرميلية (المرسى ) ---- هاجرت هذه قبيلة من الصحراء خاصة من نواحي بسكرة والوادي ومازالت كثير من  بطونها يسمون باسمها في منطقة بسكرة  
التريعات---- عرب--- من قبيلة مرداس هلالية حوالي 40 كلم غرب عنابة وكل شرق سكيكدة ---
 تنسب هذه القبيلة حسب كاريت الى قبيلة مرداس العربية لبني هلال بعدما اشترت الاراضي من قبيلة صنهاجة

 
عرب العوام---- عرب ---- قدمت هذه القبيلة من الصحراء منذ حوالي 200 سنة أي حوالي 1600و المرجح ان هذه القبيلة هي امتداد للقبائل العربية لبني هلال التي نزحت من الصحراء الى المناطق الساحلية منذ قرون

 
هذه القبيلة تنسب لبني هلال وقد ذكر كاريت انهم قدموا من نواحي قسنطينة ومازالت منهم فرقة في قسنطينة---- بني قشة---- عرب ---  ديار بني قشة حوالي 20كلم من عرش بني محمد (المرسى)

 
اولاد بوعزيز--- عرب ---

---- عرب --- بين عنابة وقالمة واخوانهم "بني صالح-أولاد شايب" بني صالح.اولاد احمد

النهد(نهادة) --- عرب --- من قبيلة بني سليم --- نواحي القالة والطارف شرق عنابة --- إن قبائل النهد(سكان الطارف والقالة) هي إحدى بطون بني سليم حلفاء بني هلال  

وأولاد الميزان --- عرب – بطون من بني هلال  اولاد علي واولاد احمد بن علي



 ---- عرب --- من بني هلال --- الزهاوة
 ينسبون الى قبيلة كرفة لبني هلال العربية يذكر كاريت ان هذه القبيلة تكونت منذ حوالي ثلاثة قرون

 
عطوة---- عرب --- من أولاد عطية --- أعالى الايدوغ --- قدموا من نواحي القل وهي جزء من قبيلة أولاد عطية

 
اولاد عطية---- عرب --- أعالى الايدوغ --- اوقبائل شرفاء كما يسمى عندنا قدمت الى الايدوغ منذ حوالي 50 سنة أي حوالي 1790 من منطقة سبعة روس (القل) المرجح من راي النسابة ان قبيلة اولاد عطية هي قبيلة شريفة من ابناء علي وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) وقد تفرق الكثير منها في عدة مناطق نتيجة الصراعات والثورات ضد سلطة الاتراك الجائرة—واندمجت فيها بعض بطون بربرية وهلالية 

 
الدراكمنة --- مزيج من العرب والبربر --- هذه الفرقة هي مزيج من عرب بني هلال والقبائل البربر القادمون من ناحية جيجل

 الويشاوة --- خليط بين البربر وعرب شرفاء ---- يذكر كاريت ان قبيلة الويشاوة هم عرب من شرفاء آل البيت ابناء عبدالله الكامل بن علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) لكن الراجح ان هذه القبيلة هي من بربر الشاوية الذين هربوا من الصحراء ( أصلهم من ناحية الاوراس ) منذ زمن
 
والالتباس يكمن في ان فرقة من الشرفاء قد نزحت من ناحية راس سبعة رؤوس واندمجت في قبيلة الويشاوة البربرية التي ادعت فيما بعد نسبها لآل البيت من اجل نيل شرف الانتساب الى ذرية الرسول (ص)

عين عبدالله--- المرجح ان هذا العرش هومزيج من العرب وبربر صنهاجة لكن العرب تغلبوا عليه ولذلك عده كاريت من العرب وتدعى هذه الفرقة كذلك بالبراهمية نسبة الى الولى الصالح سيدي ابراهيم دفين منطقة الصدى او الصادة كما يسميها عرب المنطقة باعتبارها منطقة عالية يرتد منها الصوت كما ان هذا العرش يتداخل مع عرش بني محمد الشريف في النسب باعتبار الصلات الوثيقة التي بينهم

ولهاصة --- بربر --- هذه القبيلة نزحت منذ زمن من الصحراء التونسية
ولهاصة القنطرة --- بربر --- فرقة من قبيلة ولهاصة
صنهاجة ---- بربر ---- فرقة من قبيلة صنهاجة ---- حوالي 5 كلم عن بلدية المرسى



نلاحظ من خلال الجدول السابق الذي يبين اصول وحركة اهم القبائل المستوطنة بنواحي عنابة ان هذه الاعراش بدأت تتشكل في فترات زمنية مختلفة لاتتجاوز في احسن الاحوال ستة او سبعة قرون على الاكثر أي بين الفترة الممتدة من 1200 الى 1900م.نتيجة الهجرات التي كانت تتخذ عدة اشكال منها الهجرات الفردية او الجماعية بسبب الحروب والثورات والصراعات بين القبائل وحتى بين افراد القبيلة الواحدة كما ان هناك عوامل طبيعية او اقتصادية دفعت بالقبائل الى ترك مواطنها هربا من الجفاف، الاوبئة ،اوالفقر .... والبحث عن مواطن اخرى اكثر استقرارا وامنا.

 
لكن معظم القبائل والاعراش المتواجدة الان بناحية عنابة قد تشكلت نتيجة الهجرات الاساسية الثلاثة :


 1-
الهجرة من الشرق نحو الغرب:

 
هذه الهجرات هي من اكبر واقدم الهجرات التي عرفها التاريخ ولعل من اكبر القبائل التي اشتهرت بهجرتها من الشرق نحو الغرب هم قبائل بنو هلال بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان وحلفائهم من بني سليم العربية التي نزحت من صعيد مصر ابان الحكم الفاطمي على شكل جماعات جماعات واخذت تتقدم نحو الشرق شيئا فشيا في جميع الاتجاهات فاكتسحت الربوع الشمالية الشرقية للتلال والسهول والجبال والصحاري لليبيا ثم تونس فالجزائر حتى وصلت الى المغرب الاقصى وكانت في كل مرة تشكل تجمعات سكانية هنا وهناك ثم ما تلبث ان تتركها لتواصل تقدمها نحو الجهات الرطبة والمناطق الخصبة بحثا عن الماء والكلأ .

 
وقبائل بنو هلال وسليم معروفة ببداوتها وخشونتها وفروسيتها منذ ان كانت بنواحي الحجاز بإضافة إلى أنها معروفة بتمردها على السطلة المركزية ( كثيرة تلك الثورات التي قامت بها ضد عباسيين ثم ضد فاطمين أي  ضد أي نظام حكم يضطهدها ) مما اضطر الخليفة انذاك الى ترحيلهم الى صعيد مصر ولا تزال هذه الطباع موجودة في بعضهم حتى يومنا هذا ، وقد كان المستنصر الفاطمي حاكم القاهرة قد استعمل هذه القبائل انتقاما من خصومه السياسيين من امثال صاحب دولة المعز بن بلكين الصنهاجي الذي خرج عن سلطة السلطان فاطمي في ذلك الزمان  وهناك اسباب اخرى منها انتشار المجاعة والقحط في المشرق العربي في تلك  الفترة

 
والداخلون الى المغرب من قبائل بني هلال وسليم كثير جدا (لم يكونو مجرد قبيلة واحدة وانما حلف قبلي متكون من العديد من قبائل التي ترجع في نسبها الى جد واحد سُموا به ) ولعل اهم قبائلهم التي شاركت في هجرة شهيرة هي رياح،زغبة ،الاثبج،جشم ،بنو قرة،قبائل المعقل.... وغيرهم كثير.

 
وقد واصلت قبائل بنو هلال تقدمها نحو سهول عنابة وسواحلها في فترات زمنية مختلفة واستمرت الى اواخر القرن التاسع عشر الميلادي ولعل اكبر قبائل بني هلال بناحية عنابة هي قبيلة دريد نواحي الحجار وقبيلة مرداس بالقرب من مجرى نهر سيبوس عنابة وكذلك بطون من قبائل رياح وسليم بنواحي عين الباردة وما جاورها ولهذه القبيلة الان تفرعات كثيرة في عدة سهول وسواحل وجبال من اقليم ولاية عنابة .

 2-
الهجرة من الغرب نحو الشرق:

 
تعكس هجرات القبائل من الغرب نحو الشرق منحى الهجرات وسيرورتها اذ ان معظم الهجرات البشرية عبر التاريخ كانت تنطلق من الشرق العريق نحو الغرب ونحن نقصد بالشرق المشرق العربي والشرق الأوسط بصفة عامة والغرب منطقة المغرب العربي وشمال افريقيا بالتحديد

 
لقد كانت هذه الهجرات العكسية من الغرب نحو الشرق اضطرارية اذ ان معظم هذه القبائل تكون قد اجبرت على ترك مواطنها نتيجة الثورات والصراعات المختلفة ولعل اهم هجرة كانت لقبائل الاشراف من الادارسة والسليمانيون من ذرية علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول (ص) بسبب الجور الذي سلط عليهم في محاولة لاستبعادهم من ساحة السلطان والحكم ولقد دفعت ثورة السفاح موسى بن ابي العافية ضد الشرفاء من الادارسة والسليمانيون هذه القبائل الشريفة الى ترك مواطنها (واد الذهب وساقية الحمراء -- صحراء غربية حاليا ) مرغمة فرارا من بطش هذا الطاغية الذي اعمل فيهم السيف واضطهدهم ونكل بهم ولاحقهم في كل مكان حتى اصبح الشرفاء يخفون نسبهم عن الناس خوفا من القتل والتشريد وكان نتيجة ذلك هروب ونزوح الكثير من القبائل الشريفة التي كانت منتشرة كثيرا بالمغرب الاقصى والنواحي الغربية للجزائر خاصة تلمسان ووهران وتفرقها وتشتتها في عدة مناطق حيث هاجر الكثير منها نحو المناطق الجنوبية خاصة منطقة الساقية الحمراء بالصحراء وبعض المناطق الوسطى والشرقية للمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومنهم حتى من عاد الى المدينة المنورة ومكة المكرمة وبعض المناطق الاخرى من شبه الجزيرة العربية التي تذكرهم بأجدادهم الاوائل.

 
وهناك هجرة اخرى متاخرة لقبائل الشرفاء يذكرها المؤرخون تمت من منطقة الساقية الحمراء التي كانت ماوى لكثير من قبائل الشرفاء من بطش الطاغية ابن ابي العافية حيث اضطرت هذه القبائل الشريفة مرة اخرى الى ترك مواطنها والنزوح الى مناطق متفرقة من المغرب الاوسط خاصة الجزائر التي نزحت اليها بعض القبائل الشريفة من آل البيت من منطقة الساقية الحمراء وسبب هذا النزوح الذي يرجح وقوعه بين 1400-1700م على ما ذكر جل المؤرخون هي الحملات التي كان يشنها الاسبان بداعي التنصير او البحث عن الثروات في المناطق الشمالية للبحر الابيض المتوسط وكذلك المناطق الساحلية الجنوبية للمحيط الاطلسي للمغرب والصحراء الغربية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض القبائل الشريفة بناحية عنابة والتي نزحت منذ زمن بعيد من منطقة الساقية الحمراء ، قبيلة او عرش بني محمد ببلدية المرسى ولاية سكيكدة ويقع اقصى غرب جبال الايدوغ حوالي 65 كلم من ولاية عنابة ، فرقة من عرش الويشاوة القادمة من راس سبعة روس ومن الارجح انها جزء من قبيلة اولاد اعطية، قبيلة الشرفة بالنواحي الجنوبية لبحيرة فزارة حوالي 30 كلم جنوب ولاية عنابة، قبيلة اولاد اعطية بنواحي القل ولها فرقة بنواحي جبل ايدوغ بعنابة....كل هذه القبائل اثبت المؤرخ الفرنسي كريت في 1840 صحة نسبها الى الشرفاء من آل البيت من ذرية علي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول (ص).

3-
الهجرة من الجنوب نحو الشمال :

 
هذا النوع من الهجرات من الجنوب نحو الشمال نشط في القرون السابقة الا انه قل ابتداءا من القرن التاسع عشر وكانت هذه الهجرات تتم من حين الى آخر والمعروف ان معظم قبائل الصحراء هم من البدو الرحل الذين كانوا في رحلة دائمة للبحث عن الماء والكلأ ولذلك فقد كانت معظم الهجرات من الجنوب نحو الشمال لاسباب طبيعية اواقتصادية بحتة وفي بعض الاحيان الاخرى بسبب الصراعات والنزاعات بين القبائل على مواطن الماء والكلأ.

 
ويسجل المتتبع لحركة وهجرات هذه القبائل وجود عدد لا باس به من القبائل العربية والبربرية بناحية عنابة التي نزحت من المناطق الصحراوية الجنوبية نحو الشمال والمناطق الساحلية ونذكر منها قبيلة الخوالد العربية  بالمرسى او ما يسمون الآن بالرمايلية اذ ان حنينهم لرمال الصحراء دفعهم للإستيطان بمنطقة رملية محاذية للبحر كما نجد بعض القبائل البربرية نزحت هي الاخرى من الصحراء كقبيلة ولهاصة القادمة من الصحراء التونسية وقبيلة صنهاجة الشهيرة كذلك يذكر المؤرخون انها نزحت منذ زمن بعيد من الصحراء واكتسحت السهول والمناطق الشمالية الساحلية للجزائر وتونس والمغرب ولها موطن شهير بناحية عنابة يحمل اسمها بالقرب من منطقة برحال.

 
وفي ختام هذا البحث نشير الى ان المصادر الاجنبية خاصة الفرنسية على ما عليها من مآخذ (هناك بعض مؤرخون الفرنسيون كانوا يكتبون بفكر اديولوجي لتغليط الناس في انسابها ، فبربروا قبائل عربية كبيرة معروفة في التاريخ وعربوا قبائل بربرية اخرى ) رغم ذلك الى اننا نجد من هذه الدراسات من قد توخت الصدق والدقة والمنهجية العلمية في التوثيق لتاريخ وانساب القبائل والاعراش الجزائرية وهذه المؤلفات كثيرة وهي محفوظة على مايبدو في مركز الارشيف الوطني الفرنسي ولكن المؤلفات التي تعنى بترجمتها و تحقيقها قليلة جدا..ويبقى كتاب ثلاث سنوات في شمال غربي افريقيا(1860-1863)للرحالة الالماني هاينريخ فون مالتسن...كتابا ذا مصداقية وعلمية في دراسة انساب القبائل والعروش في ذلك الزمان

 
اما المصادر العربية التي تعنى بانساب القبائل والاعراش الجزائرية فهي نادرة جدا باستثناء ما ورد في تاريخ ابن خلدون الذي يعتبر المرجع الاساس في هذا الشان اوما ورد في كتاب ابن حـــزم الاندلـــــسي ( جمهرة انساب العرب) او بعض الاشارات الواردة هنا وهناك في مؤلفات الادريسي او البكري ، وهناك بعض الكتب المتخصصة في انساب الاشراف من ذرية الرسول الا انه لا يعول على كثيرمنها وهي الى سجع الكهان اقرب منها الى الحقيقة وفيها كثير من المغالاة والادعاء على النسب النبوي الشريف بل انها تحوي الكثير من الخرافات والاساطير التي تنسب الكرامات وحتى المعجزات لبعض الاولياء على شاكلة سيدي فلان وسيدي علان ،ويلاحظ ان مؤلفوا هذه الكتب انتشروا كثيرا بالمناطق الغربية للجزائر والمغرب الاقصى ومنهم من اخذ يتكسب بها ويحرر الانساب تحت الطلب فيلحق بالنسب النبوي الشريف بعض المدعين من دون تحقيق صحيح ولاصريح لنسبهم الكاذب لذرية الرسول(ص) ، واصحاب هذه المؤلفات هم لا يعدون عن كونهم مدعين على العلم وعلى الدين فمعظمهم كان مجرد درويش او شيخ زاوية او طريقة شجعهم الاستعمار الفرنسي واستخدمهم للاستخفاف بعقول الناس واستغفالهم ،لكن جمعية العلماء الجزائريين تصدت لخزعبلاتهم بكل قوة ولعبت دورا كبيرا في كشف زيفهم ونزقهم وادعاءاتهم الكاذبة وتنوير عامة الشعب بحقائق الامور والدين الصحيح وكان على راس هذه الحملة التنويرية العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الابراهيمي رحمهما الله.






vendredi 29 mars 2013

وثيقة فرنسية توضح القبائل وعروش الوهرانية

المتنقل اليوم بين الأحياء الوهرانية (طفراوي ، بيرالجير ،مسرغين ،حاسى بونيف، بطيوى ,,,) والمُحاور لكهولها وشيوخهم عن نسبهم يجد أسماء حفرت في الذاكرة الجماعية لقاطنيها فاصبحوا يرددونها بالتداول لأسماء ذويهم وعشائرهم القديمة (رغم ان وهران هي المدينة جزائرية الاولى في التمدن ، يعني لم يعد مفهوم العرش وقبيلة يلعب دورا مهما عكس المناطق الداخلية للجزائر ) إلا أن الكثير من تلك مصطلحات التي تدل على العمق التاريخي واصالة ونسب سكان وهران مازالت متداولة لحد اليوم ، من أمثال تلك الكلمات عريقة :

""" أنا دوايري(نسبة للقبيلة) ، انا زمالي (زمولي)، أنا من غرابة ، أنا شرقي (بالقاف مضخمة نسبة للقبيلة)، انا وليد الدوار ... """ وغيرها من مصطلحات التي مازالت مستعملة ومحفورة في ذاكرة كبار السن وحتى في جيل اربعينات (المصدر : 1 )


فمثلا : مدينة السانيا التي تعتبر من أكبر بلديات ولاية وهران ، نجد الكثير من اهلها يستعملون مصطلحات : "" أناَ سَنْيَاوِي(نسبة لمنطقة السينيا )،أَنَا زمَالي أو زَمولي(نسبة للقبيلة ) أَنَا وَلْدْ البْلَادْ ، حْنَا وْلاَدْ الدَوَّارْأنا انا مأصل هنا (يعني نحن سكان حقيقيون لمنطقة السانيا ) """

وتعود هذه تعبيرات لجذور قديمة جدا ، فالمعروف أن منطقة سانيا كانت تحت نفوذ وفي اقليم لقبيلة "" زمالة """ بينما المنطقة المُطلة والقريبة من البحر كانت اقليم لقبيلة "دواير "" ومنطقة جنوبية والغربية لولاية وهران حتى الحدود حالية لولاية تلمسان (يعني مرورا على كامل تراب ولاية عين تمونشنت حتى الوصول للحدود الحالية لولاية تلمسان والتي تعتبر بداية اقليم ولهاصة ) هي منطقة نفوذ قبائل "" عامر شراقة "" (وتعتبر هته القبيلة أكبر عددا في عهد استعماري لمنطقة وهران مقارنة ببقية القبائل حسب احصاء السكاني لسنة 1856 )، ومناطق شرق هي مناطق الحلف القبلي "" عرب غرابة "" ,,,الخ وكل من هذه القبائل تتقسم بمرور الزمن بفعل تضخمها الى تجمعات قبلية مصغرة كالعروش او احلاف جديدة

نفس الشئ نجده في منطقة "" المدينة الجديدة "" التي تعتبر الشريان اقتصادي لوهران والتي تأسست في سنة 1845 من خلال تجمع للقبائل عربية : "دواير وغرابة وزمالة " فنجد أنه قد أتى على لسان رونيه لسبيس (René Lespès في كتابه ما يلي : """كان عدد المسلمين ( كذا ) الذين توافدوا من القبائل المجاورة – الدواير و الزمالة و الغرابة – و الذين استقروا خارج و بمحاذاة الجدران القديمة، مرتفِعا للغاية في السنة 1845 فأصدر الجنرال دو لامورسيار ( De Lamoricière) قرارا في التاريخ 20 يناير 1845 بإقامة قرية أهلية خارج الجدران، يعني بعيدا عن هضبة كارجينطة (Karguentah) التي كثرت فيها الخيام و الأكواخ التي أقامها الأهالي وشوهتها؛ فأنشئت هذه القرية وأطلق عليها اسم village nègre القرية الزنجية """ و كان هذا المؤرخ الفرنسي أول من اندهش لهذه التسمية عنصرية التي لم يجد لها مبررا لأن المنطقة كانت مأهولة من وفود القبائل العربية بيض البشرة ورغم ذلك تم تسميتها باسم عنصري حيث اكد أنه لم يجد الا بعض العائلات سود البشرة ،اما أغلبية الأهالي موجودين في تلك منطقة فكانوا كما ذكره تعود للقبائل عربية ثلاث التي استقرت هناك ليتم بعد استقلال تغيير اسمها الى "" المدينة الجديدة ""

وهذا بالتحديد ما وجدناه في الأرشيف الفرنسى لقبائل العربية وهرانية ، حيف ذكر المؤرخون فرنسيون ابان احتلال فرنسى أن منطقة وهران كانت مقسمة بين أربع قبائل عربية كبرى ، كما توضحه الصورة مأخوذة من الأرشيف الفرنسى :


(الصورة من الارشيف فرنسى مرفقة مع الموضوع )



وبذلك تكون أهم القبائل الوهرانية عربية التي يعود اليها اصل السكان اليوم في العهد استعماري حسب أرشيف الفرنسى (لسنة 1856):

1 - قبيلة زمالة ( المعروفين ب "" اولاد التل نسبة للتل-هضاب- الوهراني مُمتد ما بين وهران ومعسكر "" ويعود أصل التسمية الحديثة للعهد التركي فهته القبيلة تحالفت مع سلطات عثمانية )
2- قبيلة عامر شراقة (ينتمون للقبيلة الام '"" بني عامر "" وبعد تضخمها انقسمت الى قبيلتين عامر شراقة وعامر غرابة ، وتعبتر حسب احصائيات فرنسية القبيلة أكبر عددا في منطقة وهران )
 3 قبيلة دوار (الدواير)وتسميتهم الحقيقية هي قبائل بني عُبيد العربية
4 وقبيلة الغرابة ( وهو حلف عسكري تشكل من عدة بطون زُغبية عُرف ب: عرب الغرابة )

والمعروف عن كل من قبيلة : عامر شراقة (بني عامر ساحل وهراني )و قبيلة دواير و زمالة بأنهم كانوا من ظمن القبائل المجاهدة التي حاربت بجنب الامير عبد القادر ولكل قبيلة مع الأمير عدة مرويات في كتب التاريخ نذكر منها أن حلف الزمالة العربي وهراني(المتكون من قبيلة الدواير وزمالة) وقع بينها وبين الامير عبد القادر سوء تفاهم كان سيؤدي الى معركة في سنة 1839 بواد الزيتون (قرب تلمسان ) بعد أن تخلفت هتين القبيلتين عن دعمه لبعض الوقت لكن الامير عبد القادر صفح عن القبيلة مقابل السمع والطاعة ومبايعة على الجهاد (المصدر : 3 )

من الأسماء المشهورة أيضا في تاريخ القبائل الوهرانية : هي قبيلة الدوار العربية أو المعروفة بقبيلة "" الدواير"" المتحالفة مع قبيلة زمالة والتي كانت رئاسة الحلف في شيخها مصطفى بن اسماعيل بينما كانت رئاسة قبيلة زمالة في شيخها "" بن عودة مزاري ""

المعلوم أنه لحد الان مازال قبري شيخي هتين قبيلتين وهرانيتن كبيرتين ( مصطفي ابن اسماعيل و بن عودة مزاري ) موجودين في مدينة وهران بمقبرة الاغوات ،

ويرجع سبب زوال العروشية والقبلية في مجتمع الوهراني الى القرار الفرنسى : المرسوم 1863 الذي أصدره الاستعمار الفرنسي بغية تحطيم القبيلة وأي شئ يحث على عصبية قبلية عربية ، وشل حركة المقاومة بعد أن شاركت القبائل الوهرانية في حرب الامير عبد القادر ، فكان من آثاره زوال الهوية القبيلة وعروشية واحلال مكانها "" ثقافة المدينة ومواطنة "" ، رغم ذلك تظمن ولاية وهران حاليا العديد من عائلات وافدة على منطقة والتي شكلت نوعا من مكونات الجديدة ، كهجرة فروع من قبائل الحميان باعداد كبيرة ( اصلهم من منطقة غرب غليزان وبلعباس وجنوب تلمسان ) واستقرارهم في الجنوب وهراني ومناطق تجارية ، وكذلك وفود بعض العائلات من مختلف ولايات مجاورة والتي استقرت فيها لاسباب اقتصادية بل حتى ظهور بعض عائلات من مناطق بعيدة نسبيا عن وهران كبعض العائلات قبايلة (زواوة) وبشارية (نسبة لمنطقة بشار في اقصى جنوب غربي جزائري وهي كلها هجرات (سواءا كانت فردية او جماعية ) نسبية حديثة يعود معظمها لما بعد سبعينات .


المصادر :

-1 الباحث : خالد بن قافة قام بتقديم دراسة سيسولوجية على هذه الظاهرة من خلال بحثه : مقـاربـة سـوسـيولوجيـة لحركيّـة السـلطة السـياسـية المحليـة ، بلــديــــة «الســـــانـيـا» فـــي الجــــزائـــر نمــوذجـــاً

2- الأرشيف الفرنسى :Recherches sur l'origine et les migrations des principales tribus de l'Afrique septentrionale et particulièrement de l'Algérie / par E. Carette,1853, chapitre X: distribution actuelle des populations arabe et berbere sur la surface de l'algerie

3-أ.ف.دينيزن ، الأمير عبد القادر والعلاقات الفرنسية العربية في الجزائر .(ترجمة :أبو العيد دودو) . دار هومه للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ، 2003 ، ص.ص.54-55.